ﺳﻴﻼﻧﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻓﻰ ﺧﻼﻑ ﺣﺰﺑﻪ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺻﻮﻣﺎﻟﻴﻼﻧﺪ….Maqaal Carbeed

سيلانو الحكم الخصم فى خلاف حزبه وبداية انهيار عدالة صوماليلاند

MAQAAL

ذكرتنى مسرحية حل الخلاف لمشلكة حزب كلميى بأروع بيت قاله المتنبى فى خطابه مع أحد الأمراء حيث قال:

يا أعدل الناس الا فى معاملتى         فيك الخصام وانت الحكم الخصم

لم يغب عن بال أحد مدى انحياز قرار مجلس الشيوخ الى الرئيس سيلانيو فى حيثيات حكمه لحل الخلاف بين طرفى النزاع اذ لم ينصف على الاطلاق الجانب الاخر وأقر بما كان يدعى جانب الرئيس من دعاوى .

وهذا القرار ينص بمضمونه على سحب جميع صلاحيات رئيس الحزب موسى بيحى من تحت قدميه حيث لم يعد بامكانه اختيار اعضاء مجلس حزبه كما لم يبق فى يديه حتى تصديق هولاء الاعضاء الذين تم اختيارهم مسبقا من قبل الحكومة دون الاستشارة به وطبق عليه قول الشاعر

ويقضى الأمر حين تغيب تيم         ولا يستشهدون وهم شهود.  ومن ثم فان مصير رئيس الحزب سيكون تحت رحمة هولاء الاعضاء المؤيدين للحكومة والذين سيطرحون اما عاجلا او اجلا مشروع قرار لاعضاء الحزب باقالة موسى بيحى والذى حتما سيتم بالايجاب.

يرى كثير من المحللين ان المعركة كانت من البداية محسومة لجانب الحكومة وبالأخص لحرسى، الوزير الاقوى فى هذه الحكومة والذى يعد فعلا الرئيس الحقيقى للصومالاند نظرا للحالة الصحية التى يعانى منها الرئيس وعدم ادراكه بالاحداث الجارية حوله. ويعزون وصول هذه النتيجة  لأسباب عدة منها:

أ.استخدام الحكومة لجميع نفوذها المادية فى شراء ذمم الاعيان من القبائل والشيوخ وأصحاب الأقلام الرخيصة وحشد التأييد مستخدمة الوزراء من  جميع القبائل لشيطنة

موسى بيحى وأعوانه.

 

ب-استخدام القوة والترويع والتخويف ضد كل من يساند موسى بيحى حيث تم احتجاز مواطنين كانوا يرفعون أعلاما وصورا لتأييد موسى  وتعرض اخرين للتعذيب ومحاولة تصفيتهم كماحدث لنائب وزير الامن السابق و فصل اخرين من وظائفهم  من مثل وزيرالتجارة والاستثمار السابق الدكتور محمد عبد الله. وفى هذه اللحظات التى أسطر فيها هذه الكلمات فان مدينة جبيلى محاصرة بارتال من الجنود الخاصة والمدرعات وليس لذنب اقترفوه سوى استعدادهم لاستقبال رئيس الحزب الحاكم موسى بيحى فى جبيلى والتى أثارت هذه الزيارة الرعب فى قلوب مؤيدى الحكومة اذ يعد اقليم جبيلى استراتيجيا لكل من تصبونفسه الى حكم هذا البلد.

 

ج- السب الأهم لهذا التوقع للنتيجة يتمثل فى كون الحكم (سليمان غال)يمثل شخصية مقربة الى الرئيس من حيث النسب كما ان رئيس المفوض لهيئة تشريع الأحزاب ينحدر من نفس أصول الرئيس والتى تتسم  بطن هذه القبيلة بتعصبها الشديد ضد كل القوميات الاخرى حتى  المنحدرة من نفس قبيلة الأم والتى يعزى الى قلة أفرادها بالمقارنة مع البطون الأخرى من نفس القبيلة مثل الهبر اول والجرحز.

 

تصيب هذه المسرحية المقتل فى صميم عدالة صوماليلاند والتى دائما كانوا يتبجحون بها فقد سبق تلك مهزلة مصادرة جريدة الهاتف وهبال وحبس واحتجاز ملاكها ومحرريها دون تصريح من المحكمة او أمر قضائى.  اثار كل ذلك الشكوك فى نفوس المواطنين ونظرتهم لهيبة السلطة القضائية واحتمالية حصولهم على محاكمات عادلة بعد ان اضحت الدولة لا تتورع فى شئ حتى فى تدخل الاختصاصات القضائية والا بما توصف بالمدعى العام الذى يعلن جهارا معاداته لرب جريدة الهاتف فى المحاكمة الهزلية التى يتوقع ان يمثل فيها رئيس تحرير الجريدة وصاحبه وليس لهم ذنب يذكر سوى انهم نشروا تقارير تؤكد اختلاس وزير الثروة المعدنية الى جانب صهر الرئيس باشى عمر المعروف (بمروجن) اموالا طائلة من خزانة الدولة ومن المشروعات الممولة دوليا وتصب فى حساباتهم الخاصة فى دبى وانجلترا

.

ان القرار الاخير من رئيس مجلس الشيوخ وحكمه لصالح ابن عمه دون اى اعتبار للجانب الاخر يمثل المسمار الأخير فى نعش  عدالة صوماليلاند من أعلى هيئة رسمية ذاع صيتها بحل النزاعات بطريقة غير متحيزة قبل وصول سيلانو الى سدة الحكم. وليس صراع السلطة من قبل موسى بيحى مع الرئيس سيلانيو الا بمثابة ضربة الرأس على صخرة صماء اذ انه يمثل الخصم والحكم فى ان واحد ولله در المتنبى عند ماقال  ياأعدل الناس الا فى معاملتى     فيك الخصام وأنت الحكم الخصم

 

عمر على